روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | ابني.. حاد الطبع وعصبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > ابني.. حاد الطبع وعصبي


  ابني.. حاد الطبع وعصبي
     عدد مرات المشاهدة: 2561        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

ابني عمره ثلاث سنوات؛ ولكنه حاد الطبع، وعصبي، فما الحل؟!، وما هي أنسب طريقة للتعامل معه؟

الجواب:

أختنا الكريمة:

السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بكِ، وشكر الله لكِ ثقتكِ بإخوانِكِ في موقع (المسلم)، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، آمين.. ثم أما بعد:

لا شك أن أصعب هذه المراحل التربوية جميعًا هي المرحلة الأولى، (مرحلة الطفولة المبكرة)؛ لكونها مرحلة البناء والتأسيس؛ فما يتعلمه الطفل في هذه المر حلة من سلوكيات، وما يتلقاه من آداب، بل وما يحدث معه من ذكريات، تحفر في ذاكرته، وتعيش في عقله الباطن، حتى يكبر ويصل لمرحلة المراهقة فيقوم باسترجاعها وتحليلها والأخذ منها، والبناء عليها.

وقد فهمت من استشارتك أن لديك ابنًا عمره ثلاث سنوات، وأنه حاد الطبع، وعصبي، وأنك تسألين عن الحل، وعن أنسب طريقه للتعامل معه؛ وأستعين بالله وأجيبك بأن غالب الأمهات تشتكين مما تشكين منه؛ وأن الدراسات الحديثة في التربية، والتي تهتم بدراسة تربية الأطفال في هذه المرحلة العمرية المبكرة تؤكد أن الطفل في هذه السن المبكرة يتصف بالفوضوي، والفضول، وكثرة الحركة والنشاط، والتمركز حول الذات.

ولا ينكر عاقل الدور المنوط بالأم لتعديل وتهذيب وتشذيب سلوكيات أطفالها، وذلك لطول الوقت الذي تقضيه معهم، من ناحية، ولما أودعه الله في قلوب الأمهات من حب غريزي لأبنائها، ولهذا فدورها غاية في الأهمية وخاصة في المرحلة التأسيسية من عمره، وهي السنوات الخمس الأولى من حياته؛ والتي تعلمه فيها النظافة والنظام، وهو ما قد يجعل بعض الأطفال- نظرا لطبيعتهم- يضيقون ذرعًا بحالة الضبط والربط التي تريد الأم فرضها عليهم، فيلجئون إلى إظهار رفضهم واحتجاجهم بالبكاء أو العصبية أو الحدة في التعامل مع إخوته الصغار، أو تكسير بعض الأطباق أو الأكواب.

وقد يلجأ بعض الأطفال في هذه السن إلى إظهار العصبية وحدة الطبع لكي تلفت انتباه الآباء والأمهات إليهم، وفي أحيان كثيرة تكون غيرتهم من إخواتهم أو أقرانهم، هي الدافع وراء هذا السلوك، كما قد يكون هذا السلوك نوع من إعلان الاحتجاج على الإهمال أو الانشغال عنهم؛ فلا تنزعجي من عصبية ابنك وحدته، فهي سلوكيات طبيعية تصدر من الأطفال في هذه المرحلة العمرية.

وأنصحك- أختنا الفضلى- بمراعاة الآتي:

1) لا تنزعجي ولا تقلقي من عصبيته وحدة طبعه؛ وتظهري له القلق؛ ولا تهبي مسرعة كلما رفع صوته أو تعصب، ولا تلبي له كل ما يطلب، فبعض التجاهل له قد يكون مفيدًا لحالته؛ ويجب أن يعاونك الجميع على تنفيذ هذا الأسلوب، شريطة أن تقومي باحتضانه وتقبيله بعد سكوته وهدوئه، مع إمكانية تلبية بعض الأمور التي كان يتعصب من أجل تحقيقها بعدما يسكت ويرجع عن عصبيته وحدة طبعه.

2) هيئي له جوًا مناسبًا للعلب مع أقرانه والاختلاط ببعض إخوته أو جيرانه، فهذا مما يساهم في بناء شخصيته بصورة صحية، ويوسع مداركه، ويترك تأثيرات إيجابية على سلوكياته.

3) تجنبي ضربه، فالثابت علميًا أن ضرب الأطفال في هذه السن المبكرة يترك آثارًا سلبية على شخصيته؛ فيصيبه بالجبن، ويزيد من حدته وعصبيته، كما أنه- الضرب- يزرع الكراهية في نفسه، فضلا عن أن الشرع الحكيم قد نهى عن إهانته وصفعه على وجهه.

4) احذري من سبه أو شتمه أو لعنه؛ فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي». رواه الترمذي؛ وقال أنس بن مالك  رضي الله عنه ؛ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه طوال 10 سنوات في المدينة: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابًا ولا فحاشًا ولا لعانًا. رواه البخاري.

5) تجنبي الدعاء عليه؛ فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأولاد والأموال والأنفس، مخافة أن يوافق هذا الدعاء ساعة إجابة، فقال صلى الله عليه وسلم: «لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ». رواه مسلم.

6) تحلي بالصبر في تعاملك معه، وأمسكي نفسك عن الغضب؛ فعن أبي سعيد الخدري  رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر». رواه البخاري ومسلم.

7) اكتشفي أنسب الطرق للتعامل مع طفلك؛ لأن ما يصلح مع طفل قد لا يناسب آخرًا؛ ومن ثم يجب على الأم أن تجرب العديد من الوسائل مع ولدها؛ وأن تراقب ردود فعله عقب كل وسيلة؛ وان تقيم الموقف على الطبيعة، حتى تصل إلى الطريقة الأنسب، فقد يصلح التجاهل علاجًا لبعض الأطفال، وقد يكون ضارًا لآخرين، فيصيبهم بمزيد من العناد والعصبية، وقد يتطور الأمر، ومن ثم فعلى الأم أن تجرب وتنوع بين الترغيب والترهيب، والتجاهل والاهتمام الزائد؛ حتى يوفقها الله إلى الطريقة الأنسب للتعامل مع طفلها.

نسأل الله عز وجل أن يهد لك ولدك، وأن ينبته نباتًا حسنًا؛ وأن يصرف عنه التعصب وحدة الطبع.. اللهم آمين.. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الكاتب: همام عبدالمعبود.

المصدر: موقع المسلم.